الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

المسلمون المثليون ... والكفاح من أجل إثبات الوجود




نظم مثليون مسلمون من مختلف أنحاء العالم في 9 أكتوبر/تشرين الأول لقاءً حضره الإمام محسن هندريكس الذي يجهر بمثليته. وناقش الحضور كيف تكون مسلما ومثليا في آن واحد؟ لودوفيك لطفي محمد زاهد، مؤسس جمعية "المثليين المسلمين في فرنسا" نظّم اللقاء وتحدث لفرانس 24 عن وضعهم ومطالبهم.

فرانس 24: لماذا اخترت أن تكـو ِّن جمعية للمسلمين المثليين في فرنسا وأن تفصح عن ميولك الجنسية بالرغم من أن ذلك الموضوع يعتبر أمرا شخصيا؟
لودوفيك لطفي محمد زاهد: منذ أربع سنوات كنا ننشط في إطار جمعية مسيحية للمثليين. ومنذ يناير/كانون الثاني من هذه السنة
أسسنا جمعية "المثليون المسلمون في فرنسا" وهي جمعية تدافع عن حقوق "المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا" وتناقش وضع هذه الأقلية الجنسية والتعريف بها.


البعض يقول ليس هناك مثليون مسلمون، ونحن نريد أن نقول لهم بلى. هناك مثليات مسلمات يضعن الحجاب ومثليون مسلمون يصلون ويذهبون إلى الحج. نحن لسنا مرضى كما يقول البعض، بل نحن متزنون عقليا. كمسلمين، نحن جد حريصين على الإبقاء على التواصل مع عائلاتنا وباقي أفراد الجالية الإسلامية. نريد أن نبين لهم أنه من الممكن أن نكون مثليين ومسلمين جيدين.
عندما كنت صغيرا تعرضت للعنف الجسدي والكلامي والنفسي من قبل أفراد عائلتي، لأنني كنت أكثر أنوثة مقارنة مع باقي الأولاد في سني. كنت أتعرض للضرب بسبب ذلك، وكان أخي يقول لي إني لست سوى مجرد امرأة وأن الضرب سيجعل مني رجلا. نعرف جيدا أن الأخ الأكبر في بعض المجتمعات هو بمثابة الأب أحيانا ومن هنا يحق له كل شيء.


عندما بلغت سن العشرين تقريبا، قررت أن أوقف العنف الذي كنت ضحيته. فهمت أنني إذا سمحت لشخص ما بتعنيفي بسبب ميولي الجنسية فسيستمر مادمت أقبل بذلك. الآن أخي وأبي الذي لم يمارس عنفا جسديا ولكن نفسيا علي باتا فخورين بي، لأنني حققت ذاتي.


فرانس 24: كيف تفسر المثلية الجنسية؟ وهل نختار ميولنا الجنسية؟ وكيف يمكن أن نكون مثليين ومسلمين في الوقت ذاته؟
لودوفيك لطفي محمد زاهد: أنا حاليا أعد بحثا للدكتوراه حول الإسلام والمثلية الجنسية. العديد من الدراسات تظهر أن هناك ثلاثة عوامل تحدد الميول الجنسية للأفراد: العامل الجيني والهرمونات والبيئة الاجتماعية التي نتربى فيها. في سن المراهقة نكتشف أننا مثليون دون أن نقرر ذلك. الإسلام لم يدن المثلية بشكل واضح. في عهد الرسول محمد، كان هناك رجال يُعرفون بـ"المخنثين" وكانوا مقبولين في المجتمع. لو كان الرسول يريد قتلهم لقتلهم لكنه قبل بهم. هناك من يعود لقصة قوم لوط، ليست المثلية الجنسية هي التي أدينت وإنما العنف والاغتصابات التي كانت تمارس في ذلك الوقت في عهد قوم لوط. [الآية : (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَومِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون) سورة الأعراف: 80-82].

الإسلام منذ البداية دين يتكيف مع تطور العصور. في الوقت الحالي نواجه تطرفا دينيا بالرغم من أنه يبقى محدودا وبالتالي فالبعض يريد إيجاد كبش فداء كالنساء والمثليين... كما أن بعض المجتمعات العربية والإسلامية، ترفض المثلية الجنسية لأنها تعتبرها أسلوب حياة غربي وبالتالي ترفض استيراده.

فرانس 24: ما هي المطالب والحقوق التي تنشطون من أجلها؟
لودوفيك لطفي محمد زاهد: نحن - المثليين المسلمين الفرنسيين - ونعيش في مجتمع غربي لم يعد بإمكاننا أن نبقي على ميولنا الجنسية في النطاق الشخصي فقط. المجتمعات الغربية تقبل بك كما أنت مقابل أن تعرف عنك كل شيء ومن بين الأشياء التي تود معرفتها عنك هناك دينك وجذورك الثقافية وميولك الجنسية... وبالتالي فلم نعد نريد التستر على ذلك. هذا ليس معناه أننا نريد الخروج للشارع عراة. نريد فقط أن تفهم عائلاتنا بأن المثلية ليست مرضا وهو ما أكده العلماء. نريد أن يكون لنا الحق في الزواج والحق في التبني ولكي يتم ذلك يجب أن يتطور الدين الإسلامي. نحن نتوجه نحو مجتمعات متساوية ولا يجب أن يكون هناك فرق بين رجل وامرأة أوبين مسلم مثلي ومسلم غير مثلي. نطالب أن يتوقف العنف ضد المثليين في فرنسا. بعض المثليين المتحدرين من مجتمعات عربية وخاصة من شمال أفريقيا لم يعودوا قادرين على العودة إلى بلدانهم الأصلية لأنهم أدلوا بتصريحات عن مثليتهم بوجه مكشوف. بعض هذه الدول تجرم المثلية وتعاقب عليها بالقتل أو السجن. كما أننا لم نعد نريد أن ينظر إلينا كمسلمين من الدرجة الثانية. فالبعض يقول لستم مسلمين لأنكم مثليون وبعضهم يقول إننا مسلمون لكن على خطأ. ولتفادي ذلك فعلينا التعفف وكبح ميولنا الجنسي وهو ما نرفضه. نريد أن نعيش بسلام مع أنفسنا وهذا ما يرضاه الإسلام عوض أن نعيش معذبين، ونكبح ميولنا الجنسية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق