السبت، 23 أكتوبر 2010

مُخير أم مُسير ؟

على مر العصور - و مازالوا - الفلاسفة و المفكرين يتجادلون حول قضية " هل الإنسان مُخير أم مُسير ؟ " حيث انقسموا إلى فريقين أحدهم يقول أن الإنسان مُخير حيث أعطاه الله الحرية في الإختيار عندما عرض عليه الأمانة التى رفضتها من قبله سائر المخلوقات - حتى الجبال رفضتها - و قبلها الإنسان و أن الإنسان سوف يجازى يوم القيامة على ما اختاره في الدنيا و الفريق الأخر يقول أن الإنسان مُسير و هو مُجبل على كل شئ و ليس له حرية في اختيار أي شئ في الحياة .. انما هى حياته المرسومة و المقررة من قبل أن يولد و من قبل أن يحياها .. و بين كلا الرأيين سيبقى الجدال للأبد .. و قد تمر السنون من حياة الباحث قبل أن يصل إلى الحقيقة .. و هذا من شأن كل القضايا الجوهرية و الفلسفية في حياتنا البشرية .


و هناك فريق ثالث يدعوا إلى الوسطية في هذه المسألة .. حيث قالوا أن هناك بعض الأمور التى جُبل الإنسان عليها حيث لا خيار له فيها و بعض الأمور الأخرى التى يستطيع فيها الإنسان أن يختار و أن يقرر مصيره بحرية تامة وفق هواه و ميوله .. و بهذا يكون هذا الفريق قد أمسك العصا من منتصفها .



سؤالي اليوم هو إلى أي مدي قد يتحكم القدر في حياتنا ؟ و هل له القدرة على دحض و تحطيم مخططاتنا و ما قررنا القيام به ؟ و هل دائما القدر يتدخل في حياتنا ليُسبب لنا السعادة فقط أم أنه قد يُسبب لنا التعاسة أيضا ؟ هل يكون القدر في صالحنا دائماً أي أنه يجنبنا الأخطار و الأطراح كى نبقى على الطريق الذي به خير لنا ؟ أم أنه قد يُحيد بنا إلى طريق أخر و قد يقصينا عن الخير و الأفراح ليدفع بنا لطريق الشقاء الذي قد يكون مقدر لنا أن نسير به ؟



اليوم .. و للمرة الأولى .. أشعر بيد القدر تتحكم في حياتي بهذا الشكل المباشر الغير متوقع و الغريب .. حيث منعني من تنفيذ ما خططت له منذ عدة أيام .. منعنى من لقائه .. شعرت بالعجز الشديد أمام القدر اليوم .. اتصلت به و اعتذرت له على عدم مقدرتي للقائه .. و بكيت بعدها مبتسماً مندهشاً مما حدث .


-------------------------------
الموضوع ده كنت بفكر فيه من ذمان وبالصدفه لقيت المدون كريم عزمى كتبو فى مدونتو
http://kareemazmy.blogspot.com/2010/09/blog-post_12.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق